مجلس التعاون الخليجي- 44 عاماً من التكامل والوحدة

المؤلف: خالد السليمان09.11.2025
مجلس التعاون الخليجي- 44 عاماً من التكامل والوحدة

في ليلة زاهية الأضواء، مفعمة بالبهجة والاحتفاء، أقامت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية احتفالاً مهيباً بمناسبة مرور أربعة وأربعين عاماً على تأسيس هذا الصرح الشامخ. وقد اختزلت كلمة الأمين العام، جاسم البديوي، بأسلوبها البليغ والمتقن، حصيلة الإنجازات الباهرة التي تحققت على أرض الواقع، والتطلعات الطموحة التي يصبو إليها أبناء الخليج قاطبة!

وقد تجلت البصمة الكويتية المضيئة في الأوبريت الغنائي الرائع، الذي أُقيم بحضور وتشريف صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز. فلطالما تميز أهل الكويت بإتقانهم فن إبراز الهوية الثقافية الأصيلة والروح الوطنية المتدفقة من خلال إبداعاتهم الفنية. لكن الجانب الأبرز في تلك الأمسية الساحرة كان التذكير بأهمية هذا المجلس ومكانته الرفيعة، ودوره المحوري في تحقيق التكامل الخليجي المنشود، انطلاقاً من تاريخ عريق حافل بالعلاقات الوطيدة والروابط الوثيقة التي تجمع شعوب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي!

فالخليجيون، بحق، يمتلكون كافة المقومات والعوامل التي تدفع نحو الاندماج والتقارب الوثيق، والتي ترسخ دعائم متينة تقوم عليها المؤسسات التكاملية الدولية، وعلى رأسها مجلس التعاون الخليجي. ودائماً ما أؤكد أن الخليجيين يتمتعون بميزة الكفاءة في النسب التاريخي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتنموي، وهي ميزة تتعزز بفضل المشتركات العميقة في الجذور الاجتماعية العريقة، والعادات والتقاليد الأصيلة، والتحديات الجسام، والتطلعات النبيلة التي تجمع بين شعوب ودول الخليج الست، وتدعم مسيرتهم الحافلة بالإنجازات المشتركة في البناء والتنمية ومجابهة التحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة!

ولا ريب أن طموحات وتطلعات المواطنين الخليجيين وقادتهم الأفذاذ تتجاوز بكثير ما تحقق حتى الآن، إلا أننا قد قطعنا بالفعل شوطاً كبيراً ومهماً في مسيرة التكامل والتعاون والتآزر الوثيق. والاستمرار في هذه المسيرة المباركة ليس مجرد خيار أو ضرباً من الترف، بل هو ضرورة حتمية أثبتت الأحداث المتلاحقة أهميتها القصوى، حتى في الفترات التي شهدت خلافات وأزمات بين بعض دول المجلس، كان ذلك بمثابة تذكير بضرورة وأهمية تعزيز دور المجلس وضمان استمراره وبقائه كصرح شامخ، ففي كل مرة كانت العثرات بمثابة نقطة انطلاق وحافز قوي للمضي قدماً بخطى واثقة نحو تحقيق الأهداف السامية التي قامت عليها فكرة إنشاء المجلس!

وخلاصة القول.. خليجنا باقٍ موحدًا، ومصيرنا واحد لا يتجزأ، وتطلعاتنا متوافقة، وتحدياتنا متشابهة، ومستقبلنا مشرق وواعد للجميع!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة